الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة المخرجة الفلسطينية مي المصري: القضية الفلسطينية تراجعت لدى الجمهور العربي ولا حلّ لنا غير المقاطعة والمقاومة

نشر في  26 ماي 2016  (12:46)

افتتح فيلم «3000 ليلة» للمخرجة الفلسطينية مي المصري أسبوع آفاق السينمائي الذي ينتظم من 25 ماي إلى 1 جوان بقاعتي سينما سيني مدار والريو...

وعلى هامش عرض الفيلم الذي تطرق لقصة أسيرة فلسطينية حوكمت ظلما بـ 8 سنوات سجنا في سجون الاحتلال الاسرائيلية، صرّحت المخرجة مي المصري أنّ فيلمها صُوّر في أحد السجون العسكرية الأردنية المهجورة وذلك بهدف اضفاء المصداقية والزخم على التصوير.

وأضافت المخرجة أنّ أغلبية الممثلين الذين شاركوا في الفيلم كانوا معتقلين أو أهلهم من المعتقلين وقد اعطوا من تجربتهم ومن ذواتهم للفيلم.. وقالت مي المصري إنّ الفلسطينيين يشكون من «تروما» السجن لأنّ غالبيتهم عايشوا تجربة السجن من قريب أو من بعيد.

وبخصوص قصة الفيلم الذي جسدت فيه دور البطولة الممثلة ميساء عبد الهادي، قالت المخرجة إنّها مبنية على قصص أكثر من أسيرة وبيّنت أنّها استوحت تفاصيل الدور من أسيرة أنجبت طفلا في السجن وأسمته «فلسطين»، وكانت عمرها 17 سنة عندما دخلت السجن وكانت حاملا، ثم تزوج عليها زوجها وهي في السجن.

وأضافت مي المصري أنّه إلى جانب أسر النساء في سجون الاحتلال، هناك موضوع أسر الأطفال ـ وهو الشكل الأسوأ وفق تعبيرهاـ وأنّ قرابة 10 آلاف طفل فلسطيني من دون 16 سنة تم الزج بهم في سجون الاحتلال، وقد غادرت طفلة فلسطينية عمرها 12 سنة السجن منذ حوالي الشهر.. وأضافت المتحدثة: "قد يكون السجن مدرسة للكبار لكنه يسبب عقدا بالنسبة للأطفال وهو أمر خطير".

وبخصوص العلاقات بين السجينات الفلسطينيات والإسرائيليات والتي يشوبها العنف والتضامن في بعض الأحيان مثلما جاء في الفيلم، قالت مي المصري إنّ هذا انعكاس للواقع في فترة الثمانينات لأنّ قوات الاحتلال كانت تضع المعتقلين السياسيين الفلسطينيين أو الأسيرات مع الجنائيات والمجرمات الإسرائيليات... فكانت هناك طبعا صراعات لكن في بعض المرات كان هناك نوع من الاتصالات وتهريب رسائل أو كتب ويمدوهم بالأخبار، وهو نوع من الاختراق للعدو بشكل حضاري.. فالمعتقلين السياسيين الفلسطينيين انتزعوا احترام الآخر وحتى الحوامل الإسرائيليات كانوا يضعونهن مع الفلسطينيات لأنّهنّ أضمن.. هناك تفاصيل عديدة، وهناك محاميات إسرائيليات أيضا دافعن عن الأسرى.

أما في ما يتعلق بعرض الفيلم في الدول الغربية، فكشفت مي المصري أنّ الفيلم لاقى إقبالا هاما وحضر المخرج البريطاني كان لوتش ـ الذي حصد جائزة السعفة الذهبية في الدورة الأخيرة لمهرجان كان ـ العرض الذي تمّ تقديمه منذ أيّام بمعهد العالم العربي بباريس بحضور 450 شخصا، وتحدث عن أهمية المقاطعة وعن أهمية الأفلام كوسيلة تعبير بالنسبة للفلسطينيين.

وواصلت المخرجة كلامها قائلة: "الفيلم عُرض أيضا بمهرجان تورنتو بكندا وبعدة دول أوروبية وحتى الصين والهند وتحصل على 5 جوائز دولية آخرها جائزة من مهرجان سينمائي بواشنطن، وجائزة الجمهور بمهرجان في فرنسا، وفي سويسرا حصد الفيلم جائزة لجنة التحكيم لحقوق الإنسان... كما يعرض حاليا في فرنسا وفي عدة مدن فلسطينية ومنها الناصرة والقدس وحيفا وهذا مهم لأنّها مناسبة لأنّها فرصة لفتح نقاش في العمق لأنّه يهمني أن أؤثر كسينمائية على الجمهور العربي.. صراحة الجمهور العربي تراجع بشكل كبير.. لقد نُسيت القضية الفلسطينية ويكفيني أن اشتغل على المجتمع العربي والشباب العربي وهذا أكبر إنجاز.

 وردّا على أسئلة أحد المتفرجين بخصوص جدوى المقاطعة الثقافية والاقتصادية والأكاديمية، قالت المخرجة إنّها تؤيد فكرة المقاطعة -بما في ذلك المقاطعة الثقافية- لأنّها تعطي نتائج إيجابية إذا نظرنا مثلا لتجربة إفريقيا الجنوبية. وأمّا على الصعيد الإسرائيلي، فذكرت مي المصري أنّه هناك تراجعا من قبل القوى التي تنادي بالسلم في إسرائيل وترفض الاحتلال.. وقالت: "سنة 1982 عندما حدثت مجزرة صبرا وشاتيلا، نزل 400 ألف إسرائيلي الى الشارع وتظاهروا ضدّ المجزرة وضد احتلال لبنان وطالبوا الجيش بالمغادرة، أمّا الآن فهم -أي الداعين للسلم- يُعدّون على الأصابع وقد تكون المقاومة والمقاطعة من أهم وسائل مواجهة قوات الاحتلال.. واعتبر أنّ فيلمي شكل من أشكال المقاومة فضلا عن التأثير على الرأي العام لكن من منطلق موقف واضح لا من موقف ضعف ولا من خلال المفاوضات".

 شيراز بن مراد